محاضرة أولي التطور التاريخي للتدريس

التعليم والتدريس و التعلم

التعليم : تستخدم كلمة التعليم في أيامنا هذه للدلالة على العمليات التي يقوم بها المعلم في المدرسة، أو في التعليم النظامي في مراحله المختلفة، فالمعلم يعمل على توزيع المعلومات للمتعلمين، ويبقى موقف المتعلم سلبياً، غير مشارك في العملية التعليمة.(ابراهيم ع.، 2018، صفحة 75)

ولا يقتصر هذا المصطلح على ذلك، بل يتعداه إلى ما يسمى بالتعليم الغير النظامي، والذي يوجد على شكل تعليم في المؤسسات الثقافية الجمعيات التعليمية والمراكز الثقافية ومنها ما يتم لا في مدرسة ولا في مؤسسة ثقافية، بل من خلال احتكاك أفراد الأسرة بالمجتمع وبالمط

التدريس: تستخدم كلمة التدريس للدلالة على العمليات التي يقوم بها المدرس في المراحل المتقدمة، الثانوية والجامعية، وهي تستخدم على عمليات التفاعل والحوار بين المدرس والطالب ضمن ما يعرف بالتعليم النظامي في داخل غرفة الصف، أو في المحاضرات أو في المختبر ويقتصر عليها، فالتدريس كما يرون، عملية أخذ وعطاء، أو حوار أو تفاعل بين المدرس والطالب. فكلمة تدريس تنطوي على المشاركة والتفاعل في الوصول إلى الحقيقة كهدف أساسي للتدريس من خلال إستخدام طرائق وأساليب تمكن المعلم من الوصول إلى الحقيقة وليس تدريس الحقيقة فقط.(الحميد، 2008، صفحة 68)

3.3. التعلم: اختلف العلماء في تعريف التعلم، فهو عملية معقدة ومتشعبة العناصر ومتداخلة العوامل والمؤثرات متعددة الجوانب.

العة من الكتب والمجلات والتلفاز وغيره ويحصل الفرد على التعلم من خبراته الذاتية وهذا ما يعرف بالتعليم اللانظامي.

هذا ويكون التعليم في أقوى أشكاله من خلال التعليم النظامي والذي يعرف على أنه تصميم منظم ومقصود للخبرات التي تساعد المعلم على انجاز التغيير المطلوب فيه، وهو العملية التي يجد فيها المعلم المتعلم بالتوجيهات لتحقيق الأهداف التعليمية، وبذلك فالتعليم اتصال منظم ومستمر وهادف بين المعلم والمتعلم لإحداث التعلم.

ومنهم من يرى أن التعليم يطلق على التعليم النظامي في مرحلتي الابتدائية والإعدادية، وهنا تلازم بين التعليم والتربية فهما وجهان لعملة واحدة.

فالتعلم غاية والتدريس هو الوسيلة الأهم له في نطاق المدرسة، وإذا كان التعليم والتدريس يعتمدان على المشاركة التفاعل بين المعلم والمتعلم، فإن التعلم يعتمد على الجهود الشخصية للمتعلم وفق ما يعرف بالتعلم الذاتي"Self-Learning"

ويمكن أن تعرف التعلم كما عرفته النظرية السلوكية "Behaviorism" على أنه "أي تعديل أو تغيير في السلوك ناتج عن خبرة أو نشاط أو تدريب"، وهذا التعلم يدوم بشكل تكراري للموقف نفسه، ولا يعود للنضج أو الفطرة أو الوراثة. بينما النظرية البنائية ترى أن التَّعلم هو: " إعادة بناء وتشكيل الخطط التصورية والبنى المعرفية لدى الدارس استجابة لمعطيات المحيط الذي يتواجد المتعلم داخلها "، وهذا التعريف مختلف عما عرفته السلوكية كونه التغيير أو التعديل في السلوك الذي لا يحصل فعلاً إلا إذا سبقه عمليات ذهنية تعيد بناء المعرفة على حد تعبير (بياجيه).(زيتون، 2004، صفحة 77)

ويرى (برونر) أن التدريس الذي يقوم به معلـم مـا، مبنـي عـلـى فهم ذلك المعلم لطبيعة التعلم وكيفية حدوثه في العقل، أي مبني على مفاهيم حول طبيعة عمل عقل المتعلم، ومفهوم المعلم عن المتعلم هو الذي يشكل أسلوب التعلم، و بهذا يقول " يجب علينا أن نضع أنفسنا داخل رؤوس طلابنا، ونحاول ان نفهم بقدر المستطاع مصادر مفاهيمهم وقوامها"، و بشيء من الجرأة يمكننا القول " إننا نشهد بروز فرضية تتمثل في أن الممارسات التربوية في الصفوف تستند إلى إعلان وإعادة تمحيص وتدقيق ". (الجبالي، 2016، صفحة 98)

إن ما سبق يدل على الأهمية الكبيرة للعلاقة بين التعليم والتعلم ومن يعرف هذه العلاقة فهو معلم ناجح وعلينا أن نساعد الطلبة المعلمين والذين لم يطلعوا بعد على عملية التدريس ويدركوا تماماً علاقة التعليم بالتعلم، ويستفيدوا عملياً من نظريات التدريس لتحقيق التعلم.

هكذا نجد أن التعليم والتدريس والتعلم هي مفاهيم مترابطة ومتكاملة مع بعضها البعض، وفيهما تُوضح عملية التفاعل بين المعلم والمتعلم، وهذا التعريف يقصد به غير التعليم لأن التدريس يعني عملية الأخذ والعطاء أو الحوار والتفاعل، في حين يعني التعليم العطاء من جانب واحد وهـو المعلم والتدريس هو تعليم للطرق والأساليب التي يتمكن بها الدارس من الوصول الى الحقيقة، وليس تدريس الحقائق فقط، وبصورة أكثر تحديداً يتضح لنا أن التدريس أعـم وأشـمل مـن التعليم، فالتدريس ينطوي على أمرين هما: الإحاطة بالمعارف المكتشفة واكتشاف تلك المعرفة وإذا كان التدريس أكثر تحديداً من التعليم، فإننا نميـز التـدريس من النواحي الآتية:

أ- تحديد السلوك الذي يرغب في تعلمه فالمقصود بالسلوك المحدد أي قدرة عقلية أو حركية وعاطفية وجدانية يرغب في تعلمها.

ب- تحديد الشروط التي يرغب في أن يتم السلوك في إطارها، حيث تمثل الشروط مجموعة متطلبات ينبغي توافرها في الموقف لكي يحدث التعلم المنشود:

- منها ما له علاقة بالمتعلم: كتوفير مجموعة معلومات أو مهارات معينة يستلزم توافرها في المتعلم قبل مواجهته للمثيرات الجديدة لضمان حدوث الاستجابة المطلوبة.

- منها ما له علاقة بالبيئة المدرسية : كضرورة توفر بعض الأجهزة أو الكتب کشروط محددة لا بد من توافرها لضمان حدوث الإستجابة المطلوبة.

- وقد ترتبط الشروط بالعامل الزمني : كان يشترط توافر مدة زمنية معينة يتم فيها التفاعل مع البيئة لضمان حدوث الإستجابة المتوقعة.

ج- درجة التحكم في بيئة المتعلم: قد يعتقد هذا لبعضهم أن في هذا إخضاع المتعلم أو إجباره على فعل أشياء رغماً عنه أو بدون إرادته، وهذا غـير مقصود بتاتاً على العكس إن من أهم خصائص التدريس أنه يتيح الحرية والحق للفرد الذي يدرس أن يستجيب أو يرفض الاستجابة لمثيرات التدريس المقدمة له. لكن التدريس الجيد الذي يصمم ويخطط بطريقة واعية ومدروسة بحيث تصبح إستجابة المتعلم أكثر إحتمالاً من رفضه، وذلك يتم عن طريق إستخدام أساليب الدفع والتشويق وتحريك رغبة الدارس لكييتعلم.

وبهذا نجد أن التدريس نشاط قصدي نحو التعليم، وفي تفاعل بين المعلم والمتعلم، وكلما كان التفاعل كبير وإيجابي كلما اقتربنا نحو التدريس، وكلما هبط مستوى هذا التفاعل وتأكيد عنصر المعلم فقط وسلبية المتعلم كلما إقتربنا نحو التعليم، وكلما إرتفعت فاعلية المتعلم كلما إقتربنا نحو التعلم، هذه المفاهيم تسير عبر سلسلة متصلة مع عنصرها وهما المعلم والمتعلم، وهذا يدفعنا للقول بان التعليم يسبق التدريس، وهذا الأخير يسبق التعلم، فالمتعلم يحتاج إلى أكثر من التزايد من الأساسيات عبر التعليم، ويحتاج حينها إلى الحوار فيما يتعلمه مع المعلم، وبنفس الوقت فهو يحتاج إلى أن يشتق طريقه بنفسه ليتعلم مع الآخرين حتى يتزوَّد بما يحتاج والإرتقاء بالمجتمع.(الخوالدة، 2003، صفحة 63)

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)