القوى الستة للنموذج وتحليلها بالتفصيل

القوى الستة للنموذج وتحليلها بالتفصيل

1. شدة المنافسة داخل الصناعة (Industry Rivalry)

تعكس هذه القوة مدى المنافسة بين الشركات العاملة داخل نفس الصناعة. تزداد شدة المنافسة عندما:

يكون هناك عدد كبير من الشركات التي تقدم منتجات أو خدمات متشابهة.

يكون نمو السوق بطيئًا، مما يؤدي إلى صراع على الحصة السوقية.

تكون تكاليف التحول بين المنتجات أو الخدمات منخفضة، مما يسهل انتقال العملاء من شركة إلى أخرى.

تعتمد الشركات على حروب الأسعار والعروض الترويجية لجذب العملاء.

مثال: في سوق الهواتف الذكية، تتنافس شركات مثل أبل وسامسونج وهواوي بشكل كبير، مما يؤدي إلى استثمارات ضخمة في البحث والتطوير وتحسين جودة المنتجات.

2. تهديد الداخلين الجدد (Threat of New Entrants)

يتعلق هذا التهديد بسهولة أو صعوبة دخول منافسين جدد إلى السوق. تكون حواجز الدخول العالية عاملاً مهمًا في تقليل هذا التهديد، وتشمل:6[1]

التكاليف الأولية العالية: مثل الاستثمار في المصانع أو تكنولوجيا متطورة.

براءات الاختراع وحقوق الملكية الفكرية: تمنح الشركات الحالية ميزة تنافسية.

ولاء العملاء للعلامات التجارية القائمة: مما يجعل من الصعب على الشركات الجديدة جذب العملاء.

التنظيمات والقوانين: مثل التراخيص والضرائب الجمركية التي قد تعيق الدخول إلى السوق.

مثال: في صناعة الطيران، يعد الدخول إلى السوق صعبًا بسبب التكاليف الهائلة لشراء الطائرات وضرورة الحصول على تراخيص الأمان والتشغيل.

3. تهديد المنتجات البديلة (Threat of Substitutes)

تشير هذه القوة إلى احتمال استبدال العملاء للمنتج أو الخدمة ببديل آخر يلبي حاجاتهم بطريقة مختلفة. يزداد هذا التهديد عندما:

تكون المنتجات البديلة أرخص أو تقدم قيمة أفضل.

يكون الابتكار سريعًا، مما يؤدي إلى ظهور بدائل أكثر تطورًا.

لا يكون هناك اختلاف كبير بين المنتج الحالي والبديل من حيث الأداء أو الجودة.

مثال: يمكن أن تؤثر تطبيقات التوصيل مثل Uber Eats على المطاعم التقليدية من خلال تقديم تجربة أكثر راحة للعملاء.

4. قوة الموردين (Bargaining Power of Suppliers)

تعبر هذه القوة عن مدى قدرة الموردين على التأثير في الأسعار أو جودة المواد الخام التي تحتاجها الشركات لإنتاج منتجاتها. يكون الموردون أقوياء عندما:

يكون هناك عدد قليل من الموردين الأساسيين.

لا يوجد بدائل كافية للمواد الخام.

يكون الموردون يقدمون منتجات فريدة أو يصعب استبدالها.

تكون الشركات معتمدة بشكل كبير على مورد معين.

مثال: في صناعة تصنيع الرقائق الإلكترونية، تمتلك شركات مثل TSMC وIntel قوة كبيرة كموردين، حيث تعتمد عليها معظم شركات التكنولوجيا في تصنيع المعالجات.

5. قوة المشترين (Bargaining Power of Buyers)

تحدد هذه القوة مدى تأثير العملاء على الأسعار وشروط البيع. يكون المشترون أقوياء عندما:

يكون عددهم قليلًا مقارنة بعدد الشركات المتنافسة.

تتوفر لهم العديد من البدائل، مما يمنحهم حرية الاختيار.

يكون لديهم القدرة على التأثير على جودة أو مواصفات المنتجات.

تكون تكلفة انتقالهم إلى مورد آخر منخفضة.

مثال: في صناعة السيارات، تعد الشركات الكبرى مثل Tesla وGeneral Motors عملاء رئيسيين لموردي قطع الغيار، مما يمنحهم قدرة تفاوضية كبيرة لخفض التكاليف.

6. تأثير الحكومة والمصلحة العامة (Government/Public Interest)

تمت إضافة هذه القوة إلى النموذج لاحقًا لتعكس التأثيرات الخارجية التي قد تؤثر على الشركات. تشمل هذه القوة:

التشريعات والقوانين: مثل الضرائب، القيود البيئية، وسياسات مكافحة الاحتكار.

التغيرات السياسية: التي قد تؤثر على الاستثمارات أو العمليات التجارية.

العوامل البيئية والاجتماعية: مثل اللوائح الخاصة بالاستدامة والطاقة النظيفة.

مثال: قد تؤثر السياسات البيئية على صناعة النفط والغاز، حيث تفرض الحكومات قيودًا على الانبعاثات الكربونية مما يدفع الشركات إلى البحث عن بدائل مستدامة.

أهمية نموذج القوى الستة لبورتر في التحليل الاستراتيجي

يساعد الشركات في فهم بيئتها التنافسية واتخاذ قرارات استراتيجية بناءً على ذلك.

يتيح تحليل المخاطر والفرص داخل السوق المستهدف.

يمكن استخدامه لتقييم تأثير دخول أسواق جديدة أو إطلاق منتجات جديدة.

يعزز قدرة الشركات على التكيف مع التغيرات التنظيمية والسياسية والتكنولوجية.