مقدمة
أصبحت المؤسسات الناشئة حجر الأساس في الاقتصاد الحديث، حيث تمثل الابتكار وروح التغيير. فمع التزايد السريع للتكنولوجيا، تنتشر المؤسسات الناشئة كحلول جريئة لمشاكل معقدة، تجمع بين الإبداع و الطموح والرغبة في إحداث أثر ملموس. يُظهر تقرير Global Entrepreneurship Monitor لعام 2023 أن عدد الشركات الناشئة الجديدة قد زاد بنسبة 30% خلال العقد الأخير، خاصة في مجالات التقنية، الصحة، والاقتصاد الأخضر، مما يعكس توجهًا عالميًا نحو تبني الابتكار كأداة لتسريع التغيير. كما يعكس تعطش العالم للابتكار وتقبله للأفكار الجديدة.
الإحصائيات تظهر أيضًا أهمية المؤسسات الناشئة في سوق العمل؛ فقد كانت مسؤولة عن خلق ملايين الوظائف سنويًا في مختلف الاقتصادات. ووفقًا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تُساهم المؤسسات الناشئة بحوالي 70% من صافي النمو الوظيفي في العديد من الاقتصادات المتقدمة.
يقول ستيف جوبز، مؤسس شركة Apple: "الابتكار هو ما يميز بين القائد وتابع القائد"، وهذا ينطبق بشدة على المؤسسات الناشئة. فالابتكار، في جوهره، لا يعني بالضرورة إيجاد فكرة جديدة بالكامل، بل أيضًا تحسين وتبسيط تجربة المستخدم وحل المشاكل بطرق فريدة.
ومثلما أشار إيلون ماسك، مؤسس Tesla وSpaceX: " يمكنك إما أن تشاهد الأمور تحدث، أو أن تكون جزءًا منها." هذه الرؤية تلهم رواد الأعمال لتبني روح المبادرة، حيث يكمن النجاح في القدرة على رؤية الفُرص حيث يراها الآخرون عقبات، والابتكار حيث تبدو الأمور غير قابلة للتغيير.
في محاضراتنا سنحاول أن نتجاوز الطروحات التقليدية المتعلقة بتعاريف المقاولاتية و الابتكار إلى ضرورة فهم هاته المعاني و كيفية تقبلها أو تبنيها في حياتنا، في ممارساتناـ في تفكيرنا، في أبحاثنا، أثناء محاولاتنا مساعدة أنفسنا و من هم حولنا، نحن لا نريد أن يكون لهاته المحاضرات مجرد الأثر المعرفي أكثر من توسيع فهمنا للابتكار و فتح عقولنا له بما يسهم في تأسيس الروح الابتكارية لدينا، فعوض تخريج دفعات من الطلبة باحثين عن عمل يمكن أن نصل الى تخريج دفعات ذات فكر ريادي تخلق مناصب العمل.
ليكون شعار ما سنتدارسه و إياكم:
فكر بشكل مختلف، لكن ليس بالضرورة أن تفكر خارج الصندوق، فقد تكون الحلول داخل الصندوق د. أيمن فريد