1/مفهوم أخلاقيات المهنة
أ. تعريف ألاخلاق في اللغة مشتق من الخلق، أي الخصلة أو السجية أو الميزة أو الطبع الذي اعتاد عليه التى تعنى خلق.الانسان. وفي اللغة الإنجليزية والفرنسية كلمةethic مشتقة من الكلمة اليوناني ethosو التى تعنى خلق
-تعريف الاخلاق في الاصطلاح كلمة الخلق في الاصطلاح تطلق على جميع الأفعال الصادرة عن النفس، محمودة كانت أو مذمومة، فنقول فلان كريم الخلق أو سيئ الخلق.
ب.تعربف المهنة: الحرفة التي تشتمل على مجموعة من المعارف العقلية وبعض الممارسات والتطبيقات التي تضم الأنشطة والخدمات المفيدة، وتوفر قدرا من المهارات الفنية المتخصصة والإنتاج الفكري المتخصص، وقواعد أخلاقية وسلوكية تنظم العمل بين المهنيين وزملائهم.
ج.تعريف اخلاقيات المهنة:" نظام من المبادئ الأخلاقية التي تحدد السلوك الصحيح والسلوكالخاطئ بالنسبة أعضاء المهنة الواحدة ".
أخلاقيات المهنة أيضا هي: " المبادئ والمعايير والمثل التي يلتزم بها أفراد المهنة عند ممارستهم لها، وذلك للحفاظ على مستوى المهنة وعلى حقوق المنتسبين لها، وحتى المستهدفين منها.
كذلك أخلاقيات المهنة هي:" تلك المبادئ السلوكية، المطلوبة الالتزام بها من طرف المنتمين للمهنة، حتى يؤدون مهامهم وواجباتهم على الوجه الأكمل". قد تكون هذه المبادئ السلوكية رسمية عبارة قواعد ولوائح واجبة التنفيذ أي مهام مهنية، وقد تكون غير رسمية، اي أقل التزام مثل التواضع والتحية...الخ، أي عبارة عن آداب سلوكية عامة، وبالتاي فأخلاقيات المهنية عبارة عن تطبيق السنن والقواعد الأخلاقية السائدة في المجتمع على معاملات الأعمال وفي المؤسسات.
2/أهداف أخلاقيات المهنة ان أهم ما تستهدفه مدونة أو ميثاق أخالقيات المهنة في أي مؤسسة هو ما يلي:
-اضفاء الطابع الأخلاقي والنزاهة والأمانة على مهام الوظيفة أو المهنة، أي ربط الأعمال والتجارة بالمعايير الأخلاقية، ونفي مقولة أن الأعمال والاخلاق لايجتمعان.
-المعاملة الحسنة والطبيبة لمختلف المتعاملين مع المهنة، سواء الزملاء أو المراجعين...الخ.
-تحديد وتوضيح العالقة بين الموظف ومختلف المستويات الوظيفية عموديا وأفقيا.
-الحفاظ على حقوق الموظفين وحمايتهم من التعسف والظلم .
- إنجاز الأعمال بكل جودة وكفاءة.
- إيجاد آليات للتقييم والرقابة الذاتية لسلوكيات الموظفين.
- قطع الطريق أمام مظاهر الفساد الإداري والمالي والأخلاقي، أي ضبط السلوك الوظيفي وفق القواعد والقوانين السارية.
3/أهمية أخلاقيات المهنة
يعود سياق ظهور مفهوم أخلاقيات المهنة الى مرحلة زيادة وعي المجتمعات والمستهلكين ومستواهم الثقافي، رغم ارتباط الخلق والمعاملة الحسنة بالجذور الدينية وخاصة الاسلام، الذي حث على حسن الخلق واحترام الغير، حتى مع اختلاف العقيدة أو الجنس أو اللون... وحرم التعرض للآخرين في أنفسهم أو أمالكهم أو شرفهم...الخ. اضافة الى ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي نتيجة التطور التكنولوجي والفكري، فقد لعبت المنافسة الاقتصادية الشرسة بين الشركات والمؤسسات على استقطاب الجمهور وجذبه نحو سلعها أو خدماتها، دورا كبيرا في زيادة الاهتمام بأخلاقيات المهنة. وعليه، فان تطبيق مبادئ أخلاقيات المهنة نتيجة التزام الجميع - مسؤولين وموظفين و عملاء - بأخلاقيات المهنة أو العمل، لها نتائج إيجابية و أهمية كبيرة تتمثل اهمها فيما يلي:
*بالنسبة للموظفين:
-تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع أفراد المنظمة والمجتمع، كل حسب مقدرته وكفاءته.
-تحسين مناخ أو جو العالقات الاجتماعية والمهنية.
-تنمية روح الانتماء واللواء لديهم نحو المؤسسة.
-زيادة كفاءة أداء ومردود العاملين نتيجة الرضا والثقة والاستقرار النفسي.
-تقليل مظاهر الصراع والنزاعات المهنية. بالنسبة للمؤسسة .
-تحسين سمعة وصورة المنظمة أو المؤسسة ودرجة قبولها في المجتمع وفي السوق.
-اسناد المهن والوظائف لأفضل وأكفأ الأفراد، وأخلصهم في العمل وتقديم أعلى درجات الأداء.
-اتاحة الفرصة للمجتهدين بالتقدم والنمو والإبداع الإداري والمهني.
-تقليل تكاليف إنتاج السلع والخدمات، وتو فير أموال وجهود وأوقات مهمة.
-تقويم وتصحيح الأخطاء المهنية من خلال عملية التوجيه والإرشاد السلوكي، بما يحقق أهداف المؤسسة حصول المؤسسة الملتزمة بأخلاقيات المهنة على شهادات اعتراف وطنية ودو لية مثل أيزو ...9666 الخ
*بالنسبة للمجتمع:ويظهر آثارها على كل فئات المجتمع.
- إحداث تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة.
- زيادة ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة وأعوانها.
- ومن آثار اخلاقيات المهنة كذلك على المجتمع، هو انتشار القيم والمبادئ الأخلاقية وروح التمدن وتكريسها في مختلف ميادين الحياة الاجتماعية، والعكس صحيح طبعا. فسيادة العدل والأمانة والنزاهة المؤسسية داخل المنظمات، ينعكس ايجابا على الوسط الاجتماعي والاقتصادي ومختلف المعاملات، ويريح الأفراد الموظفين ويشحنهم بشحنات ايجابية، ويوطد أواصر العالقات الأسرية والاجتماعية، ويطبعها بطابع التعاون والتفاهم والتكامل، كانعكاس للرضى الوظيفي الناجم عن الالتزام السلوكي الأخلاقي داخل المؤسسة.
/4 مبادئ أخالقيات المهنة
- الكفاءة: أي الجدارة والاستحقاق، وهو القدرة على القيام بالوظيفة وتنفيذ مهامها وتحقيق أهدافها بكل فعالية ونجاعة.
- الالتزام: وهو الاستقامة وتطبيق أو احترام الواجبات الوظيفية، من وقت الدخول والخروج، والحفاظ على الممتلكات، والموال، وأسرار الوظيفة، واتقان العمل وجودته...الخ
- حسن المعاملة والليونة: سواء مع الرؤساء أو المرؤوسين أو المراجعين، أي احترام الجميع أو عدم السخرية أو الاستهزاء أو الانتهازية أو التعسف والظلم والتكبر.
- عدم إساءة استخدام المنصب: أي عدم استغال النفوذ والسلطة لتحقيق مآرب شخصية، وعدم استعمال ممتلكات المهنة أغراض خاصة لتبادل منافع خارج القانون.
-الموضوعية وعدم التحيز: أي المساواة في التعامل المهني مع الزملاء أو المرؤوسين أو المراجعين وعدم التحيز حسب الانتماء السياسي أو الجهوي أو الطائفي..
- تحمل المسؤولية: أي عدم التهرب من تحمل تبعات الأخطاء المهنية سواء المقصودة أو غير المقصودة، حتى يحافظ الموظف أو المسؤول على مصداقيته أمام الجمهور.
- التخلق بالآداب العامة: أي أن تكون تصرفات الموظف وسلوكياته مهذبة عادات وتقاليد وخصوصيات الآخرين وقيم المجتمع الذي يعمل فيه في اللباس والكلام ا لجهود الآخرين وملتمس ً والعمال...الخ، وأن يكون متواضعا ومتفتحا على محيطه، مقدر ًص العذر الخطاء ا لمؤسسته، ويقدم المصلحة العامة ومخلصا ومجتهدا لمهنته، مثابرا.
5/نموذج عن ميثاق الأخلاقيات والآداب الجامعية
تصدر جميع المؤسسات الجامعية مدونة سلوك وميثاق للأخلاقيات والآداب الجامعية، لكي يكون مرجعية تضم جملة من المبادئ العامة والقيم والمعالم الكبرى، ذات مقاييس عالمية ومتفق عليها، و التي تحدد وتوجه قواعد العمل والتسيير ومختلف السلوكيات والممارسات في الحياة الجامعية في كل جوانبها وأطرافها؛ للأساتذة وللطلبة وللموظفين الإداريين والعاملين في مختلف المستويات على حد السواء، حتى تضمن هذه الجامعات مشروعية وجودها ومصداقيتها البيداغوجية والعلمية. و كمثال تقوم مدونة أخلاقيات الجامعة على عدة مبادئ أساسية توضح الحقوق والواجبات والالتزامات لكل طرف من أطراف الأسرة الجامعية؛ حيث تسعى من خلالها للوقاية من الوقوع في الانحرافات والفساد بمختلف أشكاله ومصادره، ومن بين هذه المبادئ ما يلي:
-النزاهة والخالص.
- الحرية الأكاديمية.
-المسؤولية والكفاءة.
-الاحترام المتبادل.
-وجوب التقيد بالحقيقة العلمية والموضوعية والفكر النقدي.
- الإنصاف.
-احترام الحرم الجامعي.
كما توضح المدونة أو الميثاق الأخلاقي للجامعة ما يقع على عاتق كل طرف من واجبات والتزامات، وما له من حقوق وامتيازات، مثل ضرورة توفر الكفاءة والنزاهة وعدم التحيز والشفافية في سيولة المعلومات والسرية في الملفات الإدارية والبيداغوجية وعدم الغش والتزوير والمعاملة العادلة وتكافؤ الفرص وحق الطعن والتمثيل النقابي والحق في الأمن نظافة المحيط...الخ.