الخطوط العريضة للقسم

    • بينما تعود جذور التفكير التصميمي إلى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، عندما بدأ تطبيق أساليب التصميم على الأعمال ، اكتسبت زخمًا في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما قامت شركة الاستشارات IDEO بتعميمها بشكل أكبر.

      أصبح التفكير التصميمي اليوم أكثر انتشارًا وشعبية خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما سلط مفكرون مثل تيم براون وتوم وديفيد كيلي من IDEO الضوء على كيفية استخدام التصميم كقوة أساسية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات البشرية والجدوى التكنولوجية والجدوى.

      في مقابلة عام 2012 على HBR حول أربعة آذان تمنعك من الوصول إلى الأفكار العظيمة ، "أوضح توم وديفيد كيلي ما منع الناس من إطلاق قوتهم الإبداعية:

      ...  الثقة الإبداعية - القدرة الطبيعية على ابتكار أفكار جديدة والشجاعة لتجربتها - نقوم بذلك من خلال إعطائهم استراتيجيات لتجاوز المخاوف الأربعة التي تعيق معظمنا: الخوف من الفوضى المجهولة ، والخوف من الحكم عليهم ، والخوف من الخطوة الأولى ، والخوف من فقدان السيطرة.

      هو منهجية لحل المشكلات تعتمد على الفهم العميق لاحتياجات المستخدمين، والتعاون بين فرق متعددة التخصصات، واختبار الحلول بشكل تجريبي. الهدف من هذا النهج هو ابتكار حلول مبدعة وفعّالة لمشكلات معقدة، عن طريق التركيز على التجربة الإنسانية والتفاعل مع المستخدمين.

      • الخوف من الفوضى المجهولة يُقصد به الخوف من الخروج من المكتب لجمع الملاحظات المباشرة التي تتطلب القدرة على التعامل مع المجهول. 

      روجر مارتن كلية إدارة الأعمال أستاذ في جامعة تورنتو يسميه التفكير التكاملي . وهذه هي القدرة على استغلال الأفكار المتعارضة والقيود المتعارضة لإيجاد حلول جديدة. في حالة التصميم ، يعني ذلك الموازنة بين الرغبة ، وما يحتاجه البشر ، والجدوى التقنية ، والجدوى الاقتصادية.

      باختصار يولد التفكير التصميمي من خلال الموازنة:

      ·        الرغبة: هل يريدها الناس؟

      ·        الجدوى الفنيةهل يمكننا فعلا بنائه؟

      ·        الجدوى الاقتصادية: هل هو مستدام؟ هل يجب أن نفعلها؟

      التفكير التصميمي يجسد نهجًا مبتكرًا وشاملاً لحل المشكلات، ويجعل المستخدم في قلب العملية التصميمية لضمان تقديم الحلول التي تلبي احتياجاته بشكل أفضل. تتبع منهجية التفكير التصميمي سلسلة من المراحل المتتالية لتحليل المشكلة وتطوير الحلول بطريقة مبتكرة. 

      و التي يمكن تكييفها وتعديلها حسب الحاجة وسياق المشكلة المحددة. التكرار والتعلم المستمر يشكلان جزءًا أساسيًا من عملية التفكير التصميمي، حيث يمكن تحسين الحلول بناءً على التجارب والردود المستمرة.

      و بحسب دراسة بعنوان “التفكير التصميمي داخل الشركات” فإن 75% من الشركات تسعى باستمرار إلى تبني التفكير التصميمي في عملياتها اليومية لاتخاذ قرارات أفضل وتحقيق النمو وزيادة الأرباح فقد استطاعت الشركات الكبرى مثل: جوجل وآبل وغيرها الحفاظ على الصدارة، بالاعتماد على التفكير التصميمي كأحد أساسيات العمل لديها.

      يشمل التفكير التصميمي Design Thinking كل التفاصيل الخاصة بالعمليات الإدارية والتطويرية و التخطيطية في الشركة. فيتمركز حول فهم العملاء و خلفياتهم و سلوكياتهم وطرق تفكيرهم و احتياجاتهم، ويتجاوز التفكير اللحظي بهم على أنهم مستهلكون للمنتج أو الخدمة، إلى التفكير بهم كجزء من عملية إطلاق المنتج و حل المشكلة.

      يضُم التفكير التصميمي جميع التقنيات والأدوات والأساليب التي تُمكّن الشركة من تطوير نموذج العمل الخاص بها لتحقيق أهدافها، ويركز على الطريقة التي تُصمم بها الأفكار لتحقيق الأهداف. تشارلي كنون، مدير التصميم بشركة ايبك ديكيد للاستشارات

      1- أهمية التفكير التصميمي:

      ·  الاهتمام بالعملاء:  ينقل التفكير التصميمي الشركة من التركيز حول ابتكار المنتجات بالاعتماد على فرضيات الحلول المتوقعة للعملاء، إلى التركيز مباشرةً على دور العملاء من خلال تكوين صورة دقيقة عن احتياجاتهم وسلوكياتهم، ومن ثم تصميم المنتجات وفقًا لتلك الرؤية.

      ·  حل المشكلات: يقدم التفكير التصميمي طرقًا أفضل لتحديد المشكلات وحلها واكتشاف أساليب مختلفة للتفكير بها، عبر تجزئة المشكلات الكبيرة إلى أجزاء أصغر تُسهّل على الشركة تحليل المشكلة، وصولاً إلى تقديم تصور دقيق عن الحلول الممكنة لإرضاء العملاء وزيادة الإيرادات في وقت واحد.

      ·  مواجهة التحديات: يتميز التفكير التصميمي بالقدرة على مواجهة التحديات، فقد يشكل بذاته تحديًا في البداية، إذ أنه يتضمن تغييرات على مستوى معالجة وتحليل العمليات والتخطيط، التي اعتادت الشركة تبنيها لعدد من السنوات.

      2- جوانب تطبيق التفكير التصميمي:

      تطبيق التفكير التصميمي لا يقتصر على الشركات الكبرى بل يمكن تبنيه في الشركات الصغيرة وعلى مستوى الأفراد. وتُنصح الشركات الناشئة باعتماد التفكير التصميمي في وقت مبكر، إذ يؤثر في تصميم ثقافة الشركة وبيئة العمل وعمليات تطوير المنتجات. ويُعد في هذه الحالة أقل تحديًا بالمقارنة مع إحداث التغييرات في أنظمة الشركات القائمة لعدد أطول من السنوات.

      مع هذا فإن المنافع التي يجلبها التفكير التصميمي Design Thinking للشركة تتفوق على أي تحديات قد تصاحب بداية تطبيقه. كما يمكن تبنيه من قبل رواد الأعمال والأفراد المهتمين بالمشاريع، فهو طريقة تفكير وعملية تصميمية متاحة للجميع، لكي يختبرها رواد الأعمال ويطورها بما يتناسب مع أهدافهم. وهنا نستعرض عددًا من الجوانب التطبيقية عند اعتماد التفكير التصميمي في الشركات:

      2-1 تحديد المشكلات بوضوح:

      يتيح التفكير التصميمي الفرصة للتفكير بالمشكلات بطريقة مرئية وتصور سيناريوهات الحلول الممكنة، بالمقارنة مع الطرق الشفهية أو النظرية التي تُستخدم في تعريف المشكلات والبحث عن حلول لها. وأثبتت الطرق المرئية فعاليتها في تقريب الصور وتوضيح التصور لفِرق العمل بما يسهّل عملية التخطيط و اتخاذ القرارات.

      تمكّن هذه الطريقة الشركات من التفكير بطرق مختلفة بدلًا من الاعتماد على الأساليب التقليدية لمعالجة المشكلات الجديدة أو تكرار التصورات السابقة لحلها. فقد أثبت التفكير التصميمي قدرته على الجمع بين التفكير الابتكاري و الناقد ما يسمح بتنظيم الأفكار والمساعدة في اتخاذ القرارات. فبدلًا من التفكير بمنهجية إطلاق المنتجات كأولوية يصبح التفكير بعقلية ما المشكلات التي تحتاج إلى حلول.

      2-2 التمركز حول العميل:

      تسعى الشركات باستمرار إلى تقديم الحلول التي تخدم العملاء الحاليين وتراعي احتياجاتهم بما يسمح بجذب عملاء جدد وتحقيق مستوى عالٍ من الرضا، على الرغم من ذلك تُبقي الشركات عملاءها في معزل عن عمليات التخطيط والتصميم لمنتجاتها.

      يحدث الخلط دائمًا حين تسعى الشركات إلى تقديم الحلول للعملاء، لكن دون الوعي بتصورهم والاستماع لأصواتهم فيتم التفكير بالحلول بعقلية فريق العمل وليس بعقلية العميل. هنا يأتي دور التفكير التصميمي Design Thinking في عرض عدد متنوع من وجهات النظر على الطاولة، تتمركز جميعها حول العملاء ودمجهم في عملية التخطيط التي يقودها الفريق.

      شركة IBM تقدم نموذجًا ناجحًا في اعتماد التصميم التفكيري كحجر أساس في جميع عملياتها حيث يوجد 30 مساحة عمل مخصصة في بيئة العمل متوفر فيها جميع العوامل البصرية والسمعية والموارد اللازمة لتحقيق أقصى معدلات التعاون والاندماج بين فرق العمل المسؤولة عن تشكيل الأفكار وتصميم الحلول.

      2-3 تطوير مهارات الفريق:

      ميزة التفكير التصميمي أنه يسمح للفريق باستعراض الحلول والأفكار بشكل مريح وبصوت عال دون خوف أو تردد. ويؤثر حجم المرونة التي يتمتع بها أعضاء الفريق وقدرتهم على التفكير خارج الصندوق على جودة العمل والمخرجات. يضاف إلى ذلك أنه يسمح بإعادة تشكيل الأفكار و مناقشتها و الربط بينها و تعديلها بطرق متنوعة، تضمن بالنهاية القدرة على معالجة المشكلات المطروحة مستفيدين من جميع المدخلات.

      إضافة إلى أنه يركز على عمليات العصف الذهني والتفاعل والاستماع لمدخلات جميع أفراد الفريق بما يمسح بتأصيل أساسيات التعاون بين أعضاء الفريق مما يحسن من مخرجات مرحلة التفكير. كذلك يُمكن للمدراء التنفيذيين استخدام التصميم التفكيري في توجيه الفريق للتفكير بما يخدم الأهداف العامة والرؤية الخاصة بالشركة.

      2-4 إطلاق و تصميم المنتجات:

      يمكن القول أن اعتماد تصميم التفكير في الشركة يُمكّنها من إطلاق منتجات جديدة في وقت أقل مقارنة بغيرها من الشركات. وذلك باعتمادهم تحسين تجربة المستخدم باعتبارها أولوية، واعتماد نظام تغذية راجعة مستمر يقف على احتياجات العملاء منذ اللحظة الأولى للتفكير بالمنتج وخلال تطويره حتى لحظة إطلاقه.

      وبذلك فإن الشركة تضمن تقديم المنتج الذي ينسجم مع رغبات وتطلعات العملاء مما يحقق نموًا أسرع ونسب أرباح أعلى بالتوازي مع رضا العملاء الحاليين واستقطاب آخرين جدد. يضاف إلى ذلك أن اعتماد التفكير التصميمي يتطلب من الشركة القدرة على الابتكار المستمر ليس في منتجاتها فحسب، بل في طرق تطوير منتجاتها التي توصلها إلى الأفكار الأكثر ابتكارًا.

      2-5 التفوق على المنافسين:

      يلعب التفكير التصميمي Design Thinking دورًا جوهريًا كذلك في حل المشكلات وابتكار الحلول من أجل تصميم المنتجات والخدمات، ما يسمح بوضع بصمة الشركة الخاصة وتمييز منتجاتها بقوة عن غيرها من المنافسين. تضرب شركة آبل مثالًا واضحًا في قدرتهم على اعتماد تصاميم ذات طابع لا يملك المستخدم أمامه سوى الانبهار ثم السعي إلى الحصول عليه.

      لم يكن هذا ليحدث لولا تركيز الشركة على تحسين خدمة المستخدم من خلال اعتماد تصميم التفكير في عملياتهاإذ أن شركة أبل تعتمد على نظام عمليات مخصص يسمح لها بالتركيز على العملاء، ويتجلى ذلك في أصغر التفاصيل مثل تغليف المنتجات حتى في أكبرها متمثلة بالمنتج أو الخدمة ذاتها.

      يضاف إلى ذلك أن التفكير التصميمي يُمكّن الشركة من تحليل السوق بذكاء والوقوف على احتياجات الزبائن بشكل أسرع. على سبيل المثال: شركة ستاربكس حين لاحظت انخفاضًا في مبيعاتها، قامت باستفتاء مئات الزبائن لفهم توقعاتهم من الخدمات المقدمةووفقًا لمخرجات الاستفتاء أعادت ستاربكس تصميم الطاولات لمنح الزبائن راحة أكبر أثناء شربهم للقهوة، ورغبة في قضاء وقت منفرد بشكل ممتع.

      أخيرًا، لا يكفي اعتماد خطوات التفكير التصميمي بشكل جزئي، بل يجب اعتماده في الخدمات والمنتجات، فضلاً على تطبيقه في لُب عملية التخطيط والتطوير الاستراتيجي للشركات. ذلك جلّه من أجل تعزيز ثقافة التركيز على الحلول لا المشكلات.

      3- مراحل التفكير التصميمي:

      المرحلة الأولى: التعاطف

      التواصل مع المستخدمين بهدف فهم مشاكلهم و احتياجاتهم (الخروج من وجهة نظرك إلى وجهة نظره) و هذا من خلال الإحساس بمعاناة المستخدم، أي فهم إحتياجاته الحقيقية بشكل سليم.

      التعاطف معناه أن تضع نفسك مكان العميل و تعيش حالته لتفهم مشكلته و إحيتاجاته من نفس وجهة نظره و الزاوية التي يرى منها.

      إن الفهم الحقيقي و السليم لمشكلة المستخدم المتوقع معناه الوصول إلى حلول صحيحة و مبتكرة لمشاكله.

      المرحلة الثانية: التحديد

       في هذه المرحلة نحاول جمع المعلومات من المرحلة السابقة بهدف تحديد المشاكل بأكثر واقعية ، في النهاية نجيب على عديد الأسئلة منها:

      - ماهي المشاكل التي تواج المستخدم .

      - ماهي الطريقة التي يفكر بها المستخدم.

      - ماهي الأهداف النهائية التي يريد المستخدم  تنفيذها.

      و الهدف من هذه المرحلة هو تحديد المشاكل بشكل واضح حتى نستطيع أن نشتغل عليها في المراحل التالية.

      من خلال المعلومات المجمعة نقوم بعملية الفرز من أجل الوصول إلى المشاكل الأساسية التي إتفقنا عليها نحن و فريق العمل و يضعها في في مجموعة من  النقاط، و نسميها بيانات المشكلة problem statement.

      مرحلة التحديد تجعلك تنقترب أكثر من المشكل و  جدا من بيئة المستخدم لفهم إحتياجاته و دوافعه. و بالتالي نسبة( %) حل المشكل تزيد.

      و عليه:

      المرحلة الأولى

      فهمت إحتياج المستخدم و تعاطفت معه

      المرحلة الثانية

      حددت المشاكل التي تواجه المستخدم حددث المشكل الرئيسية

      ↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓

      الدور الآن على : ↓↓↓

      المرحلة الثالثة: التفكير

      في هذه المرحلة نقوم بأخذ كل المشاكل و التفكير بها عبر ورشات عمل بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الحلول.

      بما معناه: في هذه المرحلة نحصل على العديد من الأفكار التي تسمح بحل المشاكل التي توصلنا إليها في المرحلة 2.

      في العادة يشارك في هذه المرحلة عدد أو فريق و منه يمكن الوصول إلى عدد معتبر من الأفكار بما يسهم في الحل.

      بناءا على المعلومات التي لدي من المرحلة الأولى و الثانية فأنا الآن أستطيع أن أفكر في حلول خارج الصندوق و كمعلومة هذه المرحلة هي التي يتم فيها العصف الذهني (جلسة أفكار مفتوحة لخلق أفكار جديدة)

      المرحلة الأولى

      فهمت إحتياج المستخدم و تعاطفت معه

      المرحلة الثانية

      حددت المشاكل التي تواجه المستخدم حددث المشكل الرئيسية

      المرحلة الثالثة

      وجدت أفكارا للمشاكل التي قمت بتحديدها

      ↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓

      الدور الآن على : ↓↓

      المرحلة الرابعة: النموذج الأولي: prototype

      في هذه العملية نقوم بإختيار أفضل الأفكار التي تم الوصول إليها ووضع نماذح أولية بسيطة لهذه الأفكار، (الأفكار تكون من المرحلة الثالثة نختار أفضل الأفكار).

      - ننفذ النموذج الأولي لبعض هذه الأفكار.

      - النموذج الأولي ليس نهائي للتنفيذ بل هو نموذج بسيط قدر الإمكان، في العادة يمكن تنفيذ النموذج الأولي فقط عبر الورق، حتى تكون لدينا مرونة و مساحة أكبر لإنجازه( أبسط نموذج في هذه المرحلة)، أي أن النموذج الأولي يوضح فكرة الحل الذي نشتغل عليه و ليس لننفذ الفكرة بشكل نهائي.

      إن النموذج الأولي هو تنفيذ للأفكار و هو أيضا عملية تجريب حتى أصل ، أجرب العديد من الأفكار حتى أصل إلى أفضل حل ممكن لكل مشكلة حددتها.

       

      المرحلة الأولى

      فهمت إحتياج المستخدم و تعاطفت معه

      المرحلة الثانية

      حددت المشاكل التي تواجه المستخدم حددث المشكل الرئيسية

      المرحلة الثالثة

      وجدت أفكارا للمشاكل التي قمت بتحديدها

      المرحلة الرابعة

      قمنا بتصميم النموذج الأولي

      ↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓

      الدور الآن على : ↓↓

       

      المرحلة الخامسة: الاختبار

      نقوم بوضع النماذح الأولية التي تم التوصل إليها في اختبارات مع مستخدمين حقيقيين بهدف الحصول على آرائهم حولها،( ردة الفعل مع هذه النماذج)، نأخذ منهم تغذية عكسية على الأفكار و النماذج التي قمنا بتنفيذها.

      بعد أن نحصل على هذه النماذج الأولية نعود إلى المرحلة الثالثة حتى نحصل على أفكار أفضل منها، و من ثم إمكانية الوصول إلى نماذج أولية محسنة عن النماذج الأولية الأولى، ثم ندخل مرة أخرى مرحلة الإختبار و هكذا. مع التكرار حتى نصل في النهاية إلى نماذح أولية ممتازة، تعمل معنا بشكل فعلي و تحل المشكلة التي نحن نحاول حلها أو نواجهها، فالعملية التكرارية هي التي تصل بنا إلى حلول أفضل. (دقة أفضل).

      ليبقى السؤال هل هذه آخر مرحلة ( ممكن / نعم أو لا ).

      فقد نجد مشاكل في النموذج الأولي أثناء الاختبار. لنعود الى التعاطف و التحديد ثم التفكير ثم النموذج الأولي . فهذه الدورة أحيانا تصبح ضرورية مرة أخرى لتحسين النموذج المقترح.

      لهذا هناك من يقترح أن تكون المرحلة الخامسة تسمى الاختبار المبدئي، أما عمليات التحسين و البناء المتكرر للنموذج تدرج في مرحلة سادسة تحت مضمون أو عنوان: تحسين و تكامل.

      فوائد التصميم التفكيري:

      - تحسين فهم المستخدم:: يمنح التصميم التفكيري الفريق القدرة على فهم احتياجات المستخدمين وتقديم حلول تتماشى معهم.

      - زيادة الابتكار:: يؤدي استخدام مراحل مختلفة لتوليد الأفكار إلى فتح المجال لابتكارات متعددة وإمكانية الوصول إلى أفضل حل.

      - تقليل الأخطاء: من خلال النماذج الأولية والاختبارات، يمكن اكتشاف وتحليل الأخطاء والتحديات قبل إطلاق المنتج.

      تتحرك عملية التفكير التصميمي الفعالة حول خمس مراحل رئيسية:

      التعاطف: ماذا يحتاج المستخدمون / العملاء؟

      حدد: ما هي المشكلة الأساسية لديهم؟

      فكرة: صياغة الأفكار الإبداعية وطرحها.

      النموذج: صياغة حل ممكن لكل مشكلة أساسية.

      اختبار: هل الحل المقترح يناسب المشكلة ويحلها؟

       

      4- بعض تجارب المؤسسات و الأفراد فيما يخص التفكير التصميمي ( قصص ناجحة في استخدام التفكير التصميمي ).:

      §    مشكلة المياه النظيفة في إفريقيا:

      في بعض المناطق الأفريقية، كانت مياه الشرب النظيفة مشكلة كبيرة. استخدم فريق من المصممين والمطورين نهج التفكير التصميمي لفهم احتياجات المجتمع المحلي وتحدياته، وتوصلوا إلى فكرة  "Pump for Life"، وهي مضخة مياه تعمل بالطاقة الشمسية. هذه المضخة أصبحت حلاً مبتكرًا يساهم في توفير المياه النظيفة للمجتمعات.

      §    إعادة تصميم تجربة المستشفيات:

       في مستشفى بجامعة ستانفورد، عمل الفريق على تحسين تجربة المرضى في المستشفى باستخدام التفكير التصميمي. بدلاً من التفكير في تحسين الخدمات الطبية فقط، بدأ الفريق بدراسة كيفية تحسين البيئة العامة للمستشفى، بما في ذلك مسارات المرضى، وأماكن الانتظار، والتواصل بين المرضى والممرضين. النتيجة كانت تحسينات كبيرة في راحة المرضى وتقليل التوتر لديهم.

      §    تصميم هواتف ذكية قابلة للوصول للأشخاص ذوي الإعاقة:

       بعض الشركات بدأت باستخدام التفكير التصميمي لتطوير أجهزة ذكية تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل تحسين واجهات المستخدم، إضافة ميزات صوتية أو مرئية، وجعل الأجهزة أكثر تفاعلاً. إحدى الشركات التي استخدمت هذا المنهج في تصميم منتجاتها هي "Apple"، حيث قامت بتطوير ميزة "VoiceOver" للأشخاص المكفوفين.